باب
فى معنى اسميه تعالى
١٩ ، ٢٠ ـ القابض الباسط (١)
جل جلاله
اعلم أنهما اسمان لله تعالى ورد بهما الخير ونطق بهما لفظ الكتاب ، وهما من صفات فعله ، قيل : معناه قابض الأرواح والأشباح عند الممات ، وباسط الأرواح فى الأجساد عند الحياة ، وقيل : معناه أنه يقبل الصدقات عن الأغنياء ، يعنى يقبلها ، ويبسط الأرزاق للفقراء ، يعنى يعطيها ويهبها ، وقيل : يقبض القلوب أى يضيقها ويوحشها (٢) ويبسط القلوب أى يبهجها ويؤنسها (٣) ، وقيل : يقبض الرزق أى يضيقه ، ويبسطه أى يوسعه.
واعلم أن القبض والبسط على اصطلاح أهل المعرفة فى تخاطبهم نعتان يتعاقبان على القلوب ، فإذا غلب على قلب عبد الخوف كان بعين القبض ، وإذا غلب على قلبه الرجاء صار من أهل البسط.
يحكى عن الجنيد أنه قال : الخوف يقبضنى والرجاء يبسطنى والحق يجمعنى والحقيقة تغرقنى ، وهو فى ذلك كله موحشى غير مؤنسى بحضورى بذوق طعم وجودى فليته غيبنى عنى وأفنانى منى.
__________________
(١) معناهما فى اللغة : القبض فى اللغة الأخذ ، والبسط التوسيع والنشر ، وهذان الأمران يعمان جميع الأشياء ، فكل أمر ضيقه فقد قبضه ، وكل أمر وسعه فقد بسطه.
(٢) وذلك بما يكشف لها من قلة مبالاته وتعاليه وجلاله.
(٣) وذلك بما يتقرب إليها من بره ولطفه وجماله.