باب
فى معنى اسميه تعالى
٢١ ، ٢٢ ـ الخافض الرافع (١)
جل جلاله
اعلم أنهما اسمان من أسمائه تعالى ورد بهما الخبر ، وهما من صفات فعله ، يرفع من يشاء بإنعامه ، ويخفض من يشاء بانتقامه ، وعلى هذا يحمل تصريفه لعباده فى حالتى عزهم وذلهم وغناهم وفقرهم ، وكذا رفع الحق وحزبه ، وخفض الباطل وصحبه ، ورفع الدين وشعاره ، وخفض الكفر وآثاره ، ورفع التوحيد ودليله ، وخفض الإلحاد وسبيله ، ورفع الإسلام وأنواره ، وخفض الأصنام ومن رضى تعظيمها واختاره ، ورفع القلوب بتقريبه وخفض النفوس بحكم تعذيبه ، ورفع أولياءه بحفظ عهده وحسن رده وجميل رفده وصدق وعده ، وخفض الأعداء بصده ورده ، وطرده وبعده ورفع من اتبع رضاه ، وخفض من اتبع هواه ، وقيل من رضى بدون قدره رفعه الله فوق غايته.
وقيل فى بعض الحكايات : إن رجلا رئى واقفا فى الهواء فقيل له : بم بلغت هذه المنزلة؟ فقال : أنا رجل جعلت هواى تحت قدمى فسخر الله لى الهواء.
__________________
(١) هو الّذي يخفض الكفار بالإشقاء ، ويرفع المؤمنين بالإسعاد ، يرفع أولياءه بالتقريب ويخفض أعداءه بالإبعاد ، ومن يرفع مشاهدته عن المحسوسات والمتخيلات ، وإرادته عن ذميم الشهوات فقد رفعه الله تعالى إلى أفق الملائكة المقربين ، ومن قصر مشاهدته على المحسوسات وهمته على ما يشاركه فيه البهائم من الشهوات فقد خفضه إلى أسفل السافلين ، ولا يفعل ذلك إلا الله تعالى ، فهو الخافض الرافع جل جلاله.