فصل : أوقات تأسف العارفين :
واعلم أنهم وإن لم يصلوا إلى تلك الأوقات فأوقات تأسفهم وتلهفهم أتم من تلك الأوقات ، لأن ذلك حق الحق منهم.
يحكى عن بعض المشايخ أنه رأى شابا بعد الموسم دخل مكة منقطعا منكسرا محزونا ، كما يكون المنقطعون ، فقال له ذلك الشيخ : أنا حججت كذا وكذا فهبنى تلك الحسرة التى أنت فيها وأهب لك تلك الحجات كلها.
وفى قريب من هذا المعنى قال موسى : إلهى أين أجدك؟ فقال تعالى : عند المنكسرة قلوبهم من أجلى ، وبالله التوفيق.
* * *