فصل : من علم أن الله تعالى خبير بأحواله :
وإذا علم أنه خبير بأحواله علم أن الله أحصى ما عمله ، وإن كان قد نسيه ، فيحصل له من تذكر علمه من الخجل ما يجشمه ، وربما تذهب روحه فيه فيتلفه.
حكى أن رجلا فكر فى نفسه وقال : كم عمرى؟ ثم عد ذلك ، قال : كم تكون شهورا؟ فعد ذلك ، ثم عد الأيام ، فقال : كم يوما يكون؟ فبلغ ألوفا ، فقال : لو لم أعص فى كل يوم إلا معصية واحدة لكان ذلك كذا وكذا ألف زلة ، فكيف وفى كل يوم اجترحت زلات كثيرة؟! فخنقته العبرة وزهقت نفسه فمات ، رحمة الله عليه.