باب
فى معنى اسمه تعالى
٣٧ ـ الحفيظ (١)
جل جلاله
الحفيظ : اسم من أسمائه ورد به الخبر ، وهو فعيل مبالغة من الفاعل ، وهو الحافظ لعباده فى جميع الأحوال ، والحافظ للسماوات والأرضين ، قال الله تعالى : (وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما) (٢) وقال تعالى : (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا) (٣) فهو رافع السماوات بلا عمد وحافظها بعد رفعها بلا استعانة بأحد ولا اعتضاد بمدد ، بل هو الوتر الفرد الصمد ، وأن الله تعالى حافظ دينه ، قال الله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (٤) أنزل التوراة على موسى ، عليهالسلام ، فوكل حفظها إلى أمته ، قال الله تعالى : (بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللهِ) (٥) فحرفوا وبدلوا ، وأنزل الله تعالى الفرقان
__________________
(١) الحفيظ : هو الّذي صانك فى حال المحنة عن الشكوى ، وفى حال النعمة عن البلوى ، وقيل : الحفيظ : من هداك إلى التوحيد وخصك فى الخدمة بأنواع الحفظ والتسديد ، وقيل : هو الّذي حفظ سرك عن ملاحظة الأغيار ، وصان ظاهرك عن موافقة الفجار.
قال بعضهم : ما من عبد حفظ جوارحه إلا حفظ الله عليه قلبه ، وما من عبد حفظ الله عليه قلبه إلا جعله حجة على عباده.
(٢) البقرة : ٢٥٥.
(٣) فاطر : ٤١.
(٤) الحجر : ٩.
(٥) المائدة : ٤٤.