باب
فى معنى اسمه تعالى
١٤ ـ القهار (١)
جل جلاله
القهار : اسم من أسمائه تعالى ، ورد به نص القرآن بأنه قاهر وأنه قهار ، قال الله تعالى : (وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ) (٢) وقال سبحانه وتعالى : (هُوَ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ)(٣) واختلف أهل الحق فى معنى القهار ، هل هو من صفات الذات أو من صفات الفعل؟ فقال قوم : إنه من صفات الذات ، وهو بمعنى المبالغة من القاهر ، ومنهم من قال : إنه من صفات الفعل ومعناه : الجبار الّذي يحصل مراده من خلقه ، شاءوا أو أبوا ، رضوا أم كرهوا.
وأما الإشارة فيه فمن علم أنه القهار خشى بغتة مكره ، وخاف فجأة قهره ، فيكون وجلا بقلبه ، منفردا عن قومه مستديما لخدمة ربه ، مفارقا لخلطائه وصحبه (٤) كما قيل :
فريد عن الخلان فى كل موطن |
|
إذا عظم المطلوب قل المساعد |
__________________
(١) هو الّذي يقصم ظهور الجبابرة من أعدائه فيقهرهم بالإماتة والإذلال ، فما أذل الجبابرة إلا الموت ، بل لا موجود إلا وهو مسخر تحت قهره وقدرته عاجز فى قبضته.
(٢) الأنعام : ١٨.
(٣) الزمر : ٤.
(٤) وحظ العبد من هذا الاسم هو : أن القهار من العباد من قهر أعداءه ، وأعدى عدوه نفسه التى ـ