وعقب على ذلك كله بقوله : (إن ما تقدم من أسماء الله تعالى ، وصفاته دليل على أنها لا يمكن حصرها بالعدد «مائة إلا واحدا» وإن ابن حجر استوفى هذا الموضوع فى فتح البارى بما فيه الكفاية ، والله تعالى أعلم بأسمائه وصفاته ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت السميع العليم.
فاعلم يا أخى المسلم أن أسماء الله الحسنى هى التى أثبتها الله تعالى لنفسه وأثبتها له عبده ورسوله صلىاللهعليهوسلم ، وآمن بها جميع المؤمنين.
من أسماء الله الحسنى ما لا يطلق إلا مقترنا بمقابله :
ـ يقول الشيخ الحكمى رحمهالله : «واعلم أن من أسماء الله عزوجل ما لا يطلق عليه إلا مقترنا بمقابله ، فإذا أطلق وحده أوهم نقصا ، تعالى الله عن ذلك ، فمنها المعطى المانع ، والضار النافع ، والقابض الباسط ، والمعز المذل ، والخافض الرافع ، فلا يطلق على الله عزوجل المانع الضار القابض المذل الخافض كلا على انفراده ، بل لا بد من ازدواجها بمقابلاتها ، إذ لم تطلق فى الوحى إلا كذلك ، ومن ذلك (المنتقم) لم يأت فى القرآن إلا مضافا إلى «ذو» كقوله تعالى (عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ) أو مقيدا بالمجرمين كقوله تعالى : (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) وأخيرا ذكر أن الإحصاء المذكور فى الحديث السابق له معان متعددة اختلف فيها العلماء ، فقيل : إن معناه الحفظ ، وقيل : عدها ، وقيل : القيام بحقها والعمل بمقتضاها ، وقيل : الإحاطة بجميع معانيها ، ويجوز أن تشمل كل المعانى السابقة ، والله أعلم.