باب
فى معنى اسمه تعالى
٦٨ ـ الصمد (١)
جل جلاله
الصمد اسم من أسمائه تعالى ، ومعناه الباقى الّذي لا يزول ، وقيل : الدائم وقيل : هو الّذي لا يطعم ، وقيل : هو الّذي لا جوف له.
وأما أهل اللغة فإنهم قالوا : الصمد الّذي يصمد إليه فى الحوائج ، يقال : صمدت صمده ، أى قصدت قصده ، وهذا هو الصحيح ، وقيل : هو السيد الّذي ينتهى إليه السؤدد ، وهو يؤول إلى ما ذكرناه أنه الّذي يصمد إليه فى الحوائج لأن القصود والرغائب تتوجه إلى ذوى السؤدد والأكابر ، قال الشاعر :
لقد بكر الناعى بخبر بنى أسعد |
|
بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد |
فإذا قيل : إنه بمعنى الباقى الدائم الّذي لا يزول فمن حق من عرفه بهذا الوصف أن يعرف نفسه بالفناء والزوال ووشك الارتحال ، ويلاحظ السكون بعين الفناء فيزهد فى حطامها ولا يرغب فى حلالها فضلا عن حرامها ، ولهذا
__________________
(١) الصمد : هو الّذي يصمد إليه فى الحوائج ، ويقصد إليه فى الرغائب ، إذ ينتهى إليه منتهى السؤدد ، ومن جعله الله تعالى مقصد عباده فى مهمات دينهم ودنياهم وأجرى على لسانه ويده حوائج خلقه فقد أنعم عليه بحظ من معنى هذا الوصف ، ولكن الصمد المطلق هو الّذي يصمد إليه فى جميع الحوائج هو الله تعالى.