باب
فى معنى اسمه تعالى
١٠ ـ الخالق (١)
جل جلاله
اعلم أن الخالق اسم من أسمائه تعالى ورد به نص القرآن ، وانعقد عليه الإجماع ، واختلفت الناس فى معناه ، والصحيح أن الخالق هو المخترع للأعيان ، وأن الخلق هو الإبداع والاختراع ، ومن الناس من قال : الخلق هو التقدير ، قالوا : والعرب تسمى الإسكاف خالقا لأنه يقدر الأديم (٢) ، وقال الشاعر :
ولأنت تفرى (٣) ما خلقت وبع |
|
ض القوم يخلق ثم لا يفرى |
ويقال : فرته أيدى الخوالق يعنى الأساكفة ، ومنهم من قال : إن الخلق بمعنى التصوير ، قال الله تعالى : (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ) (٤) أى تصور ، ومنهم من قال : الخلق لفظ مشترك فى معان ، فيكون بمعنى التصوير ، ويكون بمعنى التقدير ، ويكون بمعنى الاختراع ، ويكون بمعنى الكذب ، قال الله تعالى :
__________________
(١) الخالق هو الّذي بدأ الخلق بلا مشير ، وأوجده بلا وزير ، وقيل : الخالق الّذي ليس لذاته تأليف ، ولا عليه فى قوله تكليف ، وقيل : الخالق الّذي أظهر الموجودات بقدرته ، وقدر كل واحد منها بمقدار معين بإرادته ، وقيل: الخالق الّذي خلق الخلق بلا سبب وعلة ، وأنشأها من غير جلب نفع ولا دفع مضرة.
(٢) يعنى الجلد.
(٣) يفرى أى يجيد عمله ويأتى فيه بالعجيب.
(٤) المائدة : ١١٠.