باب
فى معنى اسمه تعالى
١٥ ـ الوهاب (١)
جل جلاله
اعلم أن الواهب والوهاب من أسمائه تعالى ، ورد به نص القرآن فى قوله : (الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ) (٢) وانعقد عليه الإجماع ، يقال : وهب يهب وهبا وهبة فهو واهب ووهاب ، على الكثرة ، ومعناه : المعطى ، وهو من صفات الفعل ، والله تعالى جزيل العطاء جميل الهبة والحباء ، كثير اللطف والإقبال ، عظيم المن والنوال ، يعطى قبل السؤال ، ويسمع خصائص الأفضال.
وجاء فى القصة أن موسى صلىاللهعليهوسلم قال لله سبحانه : إنى أرى فى التوراة أمة أناجيلهم فى صدورهم ، من هم؟ قال : تلك أمة محمد صلىاللهعليهوسلم ، فلم يزل يعدد الخصال الجميلة ويقول الله : تلك أمة محمد صلىاللهعليهوسلم ، حتى اشتاق موسى إلى لقائهم ، فقال : إنك لا تراهم ، ولكن إن شئت أسمعتك أصواتهم ، فنادى أمة محمد صلىاللهعليهوسلم وهم فى أصلاب آبائهم ، فقالوا : لبيك ربنا ، فقال تعالى : يا أمة محمد ، أعطيتكم قبل أن تسألونى ، وغفرت لكم قبل أن تستغفرونى.
__________________
(١) هو الّذي يعطى كل محتاج ما يحتاج إليه لا لعوض ولا لغرض عاجل أو آجل ، لأن من وهب وله فى هبته غرض يناله عاجلا أو آجلا من ثناء أو مدح أو مودة أو تخلص من مذمة أو اكتساب شرف وذكر فهو معتاض وليس بوهاب ولا جواد ، وحاشا لله من كل ذلك.
(٢) ص : ٩.