باب
فى معنى اسمه تعالى
٣٢ ـ العظيم (١)
جل جلاله
العظيم : اسم من أسمائه ورد به نص القرآن ، وانعقد عليه الإجماع ومعناه عند أهل الحق يرجع إلى استحقاقه لصفات العلو والمجد ورفعة القدر ، فهو عظيم القدر رفيع النعت جليل الوصف.
واعلم أن العظيم فى اللغة لا يكون إلا بأحد أمرين :
إما بعظم الذات فى الجرم ويعود ذلك إلى كثرة الأجزاء ، وإما بعظم القدر ، فأما عظم الأجزاء فى وصفه تعالى فمحال ، فوجب أن يكون بمعنى استحقاق علو الوصف ، وأوصاف التعالى كاستحقاق القدم ووجوب الوحدانية والانفراد بالقدرة على الإيجاد وشمول العلم لجميع المعلومات وتعلق القدرة بجميع المقدورات ونفوذ الإرادة فى المتناولات وإدراك السمع والبصر لجميع المسموعات والمرئيات واستغنائه عن الأنصار والأعوان وتقدسه عن الأقطار والأزمان وتنزه ذاته عن قبول الحدثان ، فسبحانه من عزيز لا تصادره عن ، ولا تلاصقه إلى ، ولا تحده كيف ، ولا يقابل بكم ، ولا يخبر عن نفسه بما ، ولا يستخبره عن حقيقته بأين ، ولا يرتقى وهم إلى تصويره ، ولا يطمع فهم فى تقديره ، ولا يلحقه كنه ، ولا يماثله شبه.
__________________
(١) العظيم : هو الّذي لا تكون عظمته بتعظيم الأغيار ، وجل قدره عن الحد والمقدار ، وقيل : هو الّذي ليس لعظمته بداية ، ولا لجلاله نهاية.