يرد على الأسرار فيختطف العبد ويستبيح منه كل ماله ، حتى لا يؤثر لنفسه شيئا ، والاصطلام محل القهر ونعت الحيرة ووصف الدهشة ، وكان الشبلى كثيرا ما يقول : يا دليل المتحيرين زدنى تحيرا.
وقال ذو النون المصرى : المعرفة أولها التحير ، ثم الاتصال ، ثم الافتقار ، ثم المحبة ، وفى معناه أنشدوا :
حب من أهواه أدهشنى |
|
لا خلوت الدهر من ذاك الدهش |
وأنشدوا أيضا :
قد تحيرت فيك خذ بيمينى |
|
يا دليلا لمن تحير فيكا |
من قال إن لفظ الله مشتق من (لاه):
ومن الناس من قال : إنه مشتق من قولهم : لاه ، فسروه على وجهين :
أحدهما : أنه بمعنى احتجب واستدلوا عليه بقول الشاعر :
لاهت فما عرفت يوما بخارجة |
|
يا ليتها خرجت حتى رأيناها |
ويقول الآخر :
لاه ربى عن الخلائق طرا |
|
خالق الخلق لا يرى ويرانا |
وهذا القول خطأ من وجوه ، وإن كان له تعلق باللغة ، منها أن الاحتجاب لا يجوز فى وصفه تعالى لأنه من صفات الأجسام والجواهر لأن المحجوب لا يخلو إما أن يكون مثل الحجاب فى القدر ، أو أصغر منه أو أكبر ، وكل ذلك محال فى وصفه ، ولأنه لم يزل إلها ، والاحتجاب فى الأزل محال ، لأنه لم