باب
فى معنى اسمه تعالى
٤٢ ـ الكريم (١)
جل جلاله
الكريم اسم من أسمائه تعالى ورد به التوقيف وتكلموا فى معناه ، فقال أهل الحق : إن الوصف له بأنه كريم من صفات ذاته ، ولم يزل الله كريما ولا يزال ، ومعناه نفى الدناءة والنقائص ، والعرب تقول للشىء الخطير الحسن النفيس : إنه كريم ، قال الله سبحانه : (وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً) (٢) قالوا : ثوابا حسنا ، وكذلك قوله تعالى : (وَمَقامٍ كَرِيمٍ) (٣) قيل : حسن ، ونفى الدناءة فى وصفه يكون بمعنى استحقاق لصفات جلاله ، وقيل : إن الكريم فى وصفه يكون بمعنى المحسن المجمل الكثير العطاء والإحسان ، والعرب تقول للرجل الّذي يكون صفوحا عن الذنوب محسنا إلى من يسىء إليه تاركا للانتقام مسبغا للإنعام : إنه كريم ، ويقال : فلان كريم السجية.
__________________
(١) الكريم : هو الّذي إذا قدر عفا ، وإذا وعد وفى ، وإذا أعطى زاد على منتهى الرجاء ولا يبالى كم أعطى ولمن أعطى ، وإن وقعت حاجة إلى غيره لا يرضى وإذا جفا عاتب وما استقصى ، ولا يضيع من لاذ به والتجأ ، ويغنيه عن الوسائل والشفعاء ، فمن اجتمع له جميع ذلك لا بالتكليف فهو الكريم المطلق ، وذلك هو الله تعالى فقط.
(٢) الأحزاب : ٤٤.
(٣) الدخان : ٢٦.