باب
فى معنى اسمه تعالى
١٣ ـ الغفار (١)
جل جلاله
ومن أسمائه : الغافر والغفور والغفار ، فالغفور المبالغة ، والغفار أشد مبالغة من الغفور ، والمصدر منه المغفرة ، يقال : غفر يغفر مغفرة وغفرا وغفرانا فهو غافر وغفور على الكثرة ، وغفّار على المبالغة ، ومعنى الغفر : الستر والتغطية ، ويقال : لجنة الرأس : المغفر لأنه يستر الرأس ، وغفر الثوب زئبره (٢).
__________________
(١) هو الّذي أظهر الجميل وستر القبيح ، والذنوب من جملة القبائح التى سترها بإرسال الستر عليها فى الدنيا ، والتجاوز عن عقوبتها فى الآخرة ، والغفر هو الستر.
وأول ستره على العبد أن جعل مقابح بدنه أى ما تستقبحها الأعين مستورة فى باطنه ، مغطاة فى جمال ظاهره ، وكم بين باطل العبد وظاهره فى النظافة والقذارة وفى القبح والجمال ، فانظر ما الّذي أظهره وما الّذي ستره.
وستره الثانى أن جعل مستقر خواطره المذمومة وإرادته القبيحة ، ستر قلبه حتى لا يطلع أحد على ستره ، ولو انكشف للخلق ما يخطر بباله فى مجارى وساوسه وما ينطوى عليه ضميره من الغش والخيانة وسوء الظن بالناس لمقتوه بل سعوا فى إزهاق روحه وأهلكوه ، فانظر كيف ستر غيره أسراره وعوراته.
وستره الثالث مغفرته ذنوبه التى كان يستحق الافتضاح بها على ملأ الخلق ، وقد وعد أن يبدل سيئاته حسنات ليستر مقابح ذنوبه بثواب حسناته إذ ما ثبت على الإيمان.
(٢) الزئبر : الوبر والزغب وحظ العبد من هذا الاسم أن يستر من غيره ما يجب أن يستر منه ، فقد قال صلىاللهعليهوسلم : «من ستر على مؤمن عورته ستر الله عورته يوم القيامة» والمغتاب ـ