باب
فى معنى اسمه تعالى
٤٩ ـ الباعث (١)
جل جلاله
معنى هذا الاسم أنه باعث الخلق يوم القيامة ، يقال : بعث الله الموتى إذا أحياهم ، قال الله تعالى : (وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ) (٢) وقيل : إنه باعث الرسل ، قال الله تعالى : (ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ) (٣) فيكون البعث فى اللغة بمعنى الإثارة ، يقال : بعثت البعير إذا أثرته ، والانبعاث انفعال منه ، يقال : فلان منبعث فى هذا الأمر أى مجد ، ويكون البعث القوم المبعوثين كالركب والصحب والشرب.
والله تعالى قادر على بعث الخلق وحشر الخلق يوم النشور ، ومن تحقق ذلك وعلم أن بين يديه يوما هو يوم الحساب والعتاب والثواب والعقاب فبالحرى أن يتصفح أحواله ويفتش أعماله ، ولا يفعل ما يقاسى عليه ندما أو
__________________
(١) الباعث : هو الّذي يحيى الخلق يوم النشور ، ويبعث من فى القبور ، ويحصّل ما فى الصدور ، وقيل : إنه باعث الهمم إلى الترقى فى ساحات التوحيد ، والتنقى من ظلم صفات العبيد ، وقيل : هو الّذي يبعثك على عليات الأمور ، ويرفع عن قلبك وساوس الصدور ، وقيل : هو الّذي يصفى الأسرار عن الهوس ، وينقى الأفعال عن الدنس.
(٢) الحج : ٧.
(٣) يونس : ٧٤.