فصل : من أنواع القهر :
واعلم أن قهر الحق سبحانه وتعالى للأغيار بتنغيص أحوال الدنيا ، وأن قهره الأحباب باختطاف الأسرار عما سوى المولى ، فليس لهم مع مخلوق قرار ، ولا للأغيار عندهم مقدار ، طلعت شواهدهم عند شهوده ، وبادت سرائرهم عند ظهوره ، فهم محو فيما هنالك ، الأشباح موجودة ، والأرواح مفقودة ، وفى معناه أنشدوا :
محوت اسمى ورسم جسمى |
|
وغبت عنى ودمت أنتا |
وفى فنائى فنى فنائى |
|
ففى فنائى وجدت أنتا |
فأنت منى خيال عينى |
|
وحيث ما كنت كنت أنتا |
* * *