فصل : الكل لله ومن الله :
واعلم أن الله يقبض الصدقات من الأغنياء ويقبلها لئلا يمن الغنى على الفقير ، ويبسط الرزق للفقراء لئلا تلحقهم منة من الأغنياء ليكون دفع الغنى إلى الله ، وقبض الفقير من الله ، فلا يبتغى الفقير غير الله ولا يبتغى الغنى غير الله ، وكأن الإشارة إلى الجملتين إفراد القلب لله عن غير الله وتصفية السر عما سوى الله ، فالغنى ينبغى أن لا يدل على الفقراء بل يذل لله ، والفقير يجب أن لا يذل لغير الله بل يشتغل بالله تعالى.
* * *
فصل : بين القبض والبسط :
وكان الدقاق ، رحمهالله تعالى يقول : القبض حق الحق منك ، والبسط حظ العبد منه ، ولأن تكون بحقه منك أتم من أن تكون بحظك منه.
وينبغى أن يتجنب الضجر فى وقت قبضه ويتجنب ترك الأدب فى حال بسطه.
وفى بعض الحكايات أن بعضهم قال : فتح على باب من البسط فزللت زلة فحجبت عن مكانى ، وسئل بعض المشايخ عن تلك الزلة إيش كانت؟ فقال : انبساط مع الحق بغير إذن ، ومن هذا خشى الأكابر والسادة.