نكتة : إن نباح الكلب يوجب لسامعه الوحشة ، ولكن لما ساعدت العناية أوجب نباح ذلك الكلب لهم زيادة بصيرة ، قال الله تعالى : (وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ إِذْ قامُوا) (١) جاء فى التفسير : بكلام الكلب ليعلم العاملون أن العبرة بالحكم الأزلى لا بالسكون والحركات والعلل والأسباب.
وأنشدوا :
شكا إليك ما وجد |
|
من خانه فيك الجلد |
حيران لو شئت اهتدى |
|
ظمآن لو شئت ورد |
فصل : العبرة بالخواتيم :
لم يكن فى الملائكة أكبر قدرا ولا أجل خطرا من إبليس ، ما دام الحكم له بإلباسه خلعة التوفيق ، فلما أراد به الإسقاط عن رتبته صار بحيث لا يلوح رسم شقاوة على أحد إلا كان منه بسبب.
وأنشدوا :
لا تعجبوا عن ذلتى فأنا الّذي |
|
حكم المليك بزلتى فأذلنى |
فصل : إذا أراد الله لك السعادة فأنت سعيد :
وربما حكم الحق سبحانه وتعالى لبعض عباده بالسعادة فيظهر عليه مدة اختيار الكفر وإيثار الشرك وأوضار الجحد إلى أن يبلغ الكتاب أجله فيدركه أزلى الرحمة وسابق الحكمة ، كما حكى عن أبى حفص النيسابورى أنه قال يوما لأصحابه فى وقت الربيع : تعالوا نخرج إلى التنزه ، فخرجوا ، فكان يمر بمحلة الجزرى فرأى شجرة كمثرى قد زهت فى دار ، فوقف مع أصحابه ينظر
__________________
(١) الكهف : ١٤.