لو كان مثلك آخر |
|
ما كان فى الدنيا فقير |
والثالث : أنه واحد على معنى أنه لا شريك له فى أفعاله ، يقال : فلان متوحد بهذا الأمر أى ليس يشركه فيه أحد ولا يعاونه أحد.
والأولون قالوا : هذه المعانى الثلاثة مستحقة لله تعالى ، ولفظ التوحيد فيه حقيقة فى نفى القسمة وفى الباقى مجاز.
وأما الأحد فأصله فى اللغة وحد ، يقال : وحد يوحد فهو وحد ، كما يقال : حسن يحسن فهو حسن ، ويقال : رجل وحد ووحيد ووحد ، بسكون الحاء ، كما يقال : فرد فهو فرد وفريد ، ويقال : هو وحيد فريد أحيد بمعنى ، والأصل فى أحد وحد ثم أبدلت الواو همزة فقالوا : أحد والواو المضمومة تنقلب همزة كقولهم أفيت ووفيت ، الواو المكسورة تنقلب همزة كقولهم : أشاح ووشاح وإكاف ووكاف ، والواو المفتوحة تنقلب أيضا همزة كقولهم امرأة اسما يعنون وسما من الوسامة وهو الحسن.
فصل : الفرق بين الواحد والأحد وتعريف التوحيد :
وأما الفصل بين الواحد والأحد فمن الناس من لم يفرق بينهما ، ومنهم من فرق فقال : الواحد اسم لمفتتح العدد ، لأنه يقال : واحد واثنان ، والأحد اسم ينفى ما يذكر معه من العدد ، ويقال : الأحد يذكر مع الجحود ، ويقال : لم يأت أحد معناه أنه لم يأته الواحد ولا الاثنان ولا ما فوقه ، وتقول : قد جاءنى واحد ولا يقال : قد جاءنى أحد ، وقيل : الأحد إنما يذكر فى وصفه تعالى على جهة التخصيص ، يقال : هو الله الأحد ، ولا يقال : رجل أحد ، ويقال فى وصف غيره : وحيد وواحد ، ولا يقال ذلك فى وصفه تعالى لعدم التوقيف، وأما قوله