فضلا عن صفة غيره ، فكانوا يكتبون باسمك اللهم ، وقد قال الله تعالى : (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) (مريم : ٦٥).
جاء فى التفسير : هل تعلم أحدا تسمّى الله غير الله ، وهذا أحد معجزات الرسولصلىاللهعليهوسلم التى تدل على صدقه فى هذا الخبر ، حيث أخبر أنه لا سمىّ له ، فقبض الله سبحانه القلوب عن التجاسر على إطلاق هذه التسمية فى صفة غيره مع كثرة أعداء الدين وشدة حرصهم ، وتوفر دواعيهم على تكذيبه صلىاللهعليهوسلم فى أخباره ، ولهذا قال بعض المشايخ : كل اسم من أسمائه تعالى يصلح التخلق به إلا هذا الاسم فإنه للتعلق دون التخلق (١).
من قال إن لفظ الله مشتق من أله :
ومنهم من قال : إنه مشتق من معنى ، ثم اختلفوا فيما اشتق منه هذا الاسم ، فمنهم من قال : الأصل فيه أله ، والإله من يوله إليه فى الحوائج ، أى يفزع إليه فى النوائب ، كالكاف اسم لما يكتفى به ، والحاف لما يلتحف به ، وفى معناه أنشدوا :
ألهت إليكم فى بلايا تنوبنى |
|
فألفيتكم كلا كريما ممجدا |
وهذا القول ذهب إليه الحارث بن أسد المحاسبى فى جماعة من أهل العلم والمفسرين ، وهذا عند أهل العلم لا يصح على وجه التحديد ، على معنى أنه لم يكن إلها إلا بعد الوصف.
__________________
(١) اعلم أن هذا الاسم أعظم الأسماء التسعة والتسعين ، لأنه دال على الذات الجامع لصفات الإلهية كلها حتى لا تشهد منها شيء ، وسائر الأسماء لا تدل آحادها إلا على آحاد المعانى من علم أو قدرة أو فعل أو غيره ، ولأنه أخص الأسماء إذ لا يطلقه أحد على غيره ، لا حقيقة ولا مجازا ، وسائر الأسماء قد يتسمى بها غيره ، كالقادر والعليم والرحيم وغيره ، فلهذين الوجهين يشبه أن يكون هذا الاسم أعظم هذه الأسماء.