فصل : من آداب من علم أنه تعالى الفتاح :
ومن آداب من علم أنه الفتاح أن يكون حسن الانتظار لوجود لطفه ، دائم الترقب لحصول فضله ، مستديم التطلع لنيل كرمه ، تاركا للاستعجال عليه ، ساكنا تحت جريان الحكم ، عالما بأنه لا يقدم ما حكم بتأخيره ، ولا يؤخر ما حكم بتقديمه.
ويحكى أن رجلا كان يؤذن لأمير المؤمنين على رضى الله عنه فى مسجده ، وكانت تخرج من دار على رضى الله عنه جارية تستسقى بالغدوات ، فكان المؤذن يقول لها كل يوم : يا فلانة ، إنى أحبك ، فشكت يوما إلى عليّ رضى الله عنه وقالت : إن المؤذن يقول لى كل يوم : إنى أحبك ، فقال على رضى الله عنه : قولى له : وأنا أيضا أحبك ، فإيش بعد هذا؟ فقالت الجارية للمؤذن ذلك ، فقال المؤذن : إذا نصبر حتى يحكم الله بيننا ، فذكرت ذلك لعلى رضى الله عنه فدعا بالمؤذن وسأله عن القصة ، فأخبره بالصدق ، فقال على رضوان الله عليه : خذ بيدها واحملها إلى بيتك ، فقد حكم الله بينكما.
وقيل : إن رجلا باع جارية فندم واستحى أن يقول ذلك للناس ، وأن يعود إلى المشترى ، فكتب على كفه حاجته ورفع يده إلى السماء ولم يقل بلسانه شيئا فرأى المشترى فى المنام : أن قلب ولينا مشغول بالجارية ، فردها عليه وأجرك عليّ ، فلما أصبح الرجل حمل الجارية إلى البائع ودق الباب عليه ، فقال : من أنت : فقال : مشترى الجارية ، فقال : اصبر حتى أخرج الثمن ، فقال : أردها بلا ثمن ، فقد رضيت بما يعطينى الله بها من الأجر.
وروى أن رجلا من الفقراء طلب قلبه يوما فخرج فى وجده وطلب بلاد