فصل : الإخلاص فى الود والصدق فى الحب :
اعلم أن من أخلص فى وده وصدق فى حبه كان استلذاذه بمنعه أكثر من استلذاذه بعطائه ، فإن كل أحد يذكره وهو بقربه ، وإنما المخلص فى عقده وصدقه من لا يفتر عن أداء حقه ، وإن كان يبتليه ويعذبه.
وحكى أن الشبلى كان فى داره ديك يصيح بالليل ، فأخذه ليلة وشد قوائمه وطرحه فى بيت فلم يصح تلك الليلة ، فلما أصبح قال له : يا مدّع ، إنما كنت تذكره من رأس العافية ، فلما أصابك البلاء سكت ولم تذكره ، وأنشدوا :
يا مدعى الحب لمولاه |
|
من ادعى صحح دعواه |
من ادعى دعوى بلا شاهد |
|
يوشك أن تبطل دعواه |