باب
فى معنى اسمه تعالى
٩١ ـ البديع (١)
جل جلاله
البديع : من أسمائه تعالى ، قال الله سبحانه : (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (٢) ومعناه المبدع ، وفعيل بمعنى مفعل ، كثير وقد مضى فيما تقدم فى غير موضع ، وقيل : كان فى الأصل بدع ولكنهم أماتوا هذا التصريف ، وكل من فعل فعلا لم يسبق إليه قيل أبدع ، ولهذا سميت البدعة بدعة لأنه قول لم يسبق إليه قائله ، والله تعالى مبدع الأعيان لا على مثال تقدم ولا من أحد تعلم ، وقيل : إن البديع هو الّذي لا مثل له ، ويقال : هذا شيء بديع إذا كان عديم المثل ، والوصفان جميعا يجبان لله تعالى لأنه المنشئ لا على مثال ، وهو القديم بلا مثال.
وأما المبدئ (٣) فهو مفعل بمعنى فاعل ، يقال : بدأ الله الخلق وأبداهم ، قال تعالى : (اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) (٤) وأن الله تعالى خالق الأعيان ومبديها
__________________
(١) البديع : هو الّذي لا عهد بمثله ، فإن لم يكن بمثله عهد ، لا فى ذاته ولا فى صفاته ولا فى أفعاله ولا فى كل أمر راجع إليه فهو البديع المطلق ، وإن كان كل شيء من ذلك معهودا فليس ببديع مطلق ، ولا يليق هذا الاسم مطلقا إلا بالله تعالى ، فإنه ليس له قبل فيكون مثله معهودا قبله ، وكل موجود بعده ، فحاصل بإيجاده وهو غير مناسب لموجده فهو بديع أزلا وأبدا.
(٢) البقرة : ١١٧.
(٣) ذكر شرح هذا الاسم فيما تقدم.
(٤) الروم : ١١.