ثوب فى مرض موته فاستوهبه إنسان شيئا فأعطاه ثوبه ومات فى ثوب استعاره ، فلما آثر الله على الكل آثره الله على الجميع ، وما أصدق قول قائلهم : ليس العز بالماء والطين ، والتكبر على المساكين إنما العز بطاعة رب العالمين ، ويروى عن عليّ رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما من كتاب يلقى بموضع من الأرض فيه اسم من أسماء الله تعالى إلا بعث الله إليه ملائكة يحفونه بأجنحتهم حتى يبعث الله إليه وليا من أوليائه فيرفعه من الأرض».
ومن رفع كتابا فيه اسم الله تعالى رفعه الله فى عليين وخفف عن أبويه ، وإن كانا مشركين.
ويروى عنه منصور بن عمار قال : كنت مولعا فى صباى برفع القراطيس من الأرض حتى عرفت بذلك ، وكان الصبيان أيضا أولعوا بى ، فبينما أنا ذات يوم فى صحراء إذ وجدت قرطاسا فيه : «لا إله إلا الله» فرفعته ولم يكن بإزائى حائط ولا شيء أرفعه فيه فبلعته ، فرأيت فى تلك الليلة هاتفا يهتف بى ويقول : يا منصور إن الله عزوجل سيرى لك ما فعلت.
فصل : علم الخالق سبحانه أنه ليس لك من الأسامى المرضية فقال :
(وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها)
ولأن تكون بأسماء ربك داعيا خير لك من أن تكون بأسماء نفسك مدعيا ، فإنك إذا كنت بك كنت بمن لم يبق ، وإذا كنت به كنت بمن لم يزل ، فشتان بين وصف ووصف.