باب
فى معنى اسميه تعالى
١١ ، ١٢ ـ البارئ (١) المصور (٢)
جل جلاله
اعلم أنه ورد به نص القرآن ، قال الله تعالى : (هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ) (٣) يقال : برأ الله الخلق تبرأهم برءا ، والبرية الخلق ، بغير همز وإن كان أصله الهمز اتفاقا منهم وإجماعا ، كما تركوا الهمزة من الذرية والنبي وما جرى مجراه ، وقد قيل : إن البرية من البراء وهو التراب ، والعرب تقول : بغية البراء ، تعنى التراب ، ويقال : برأت من المرض أبرأ ، وبرئت من المرض أيضا ، وبرئت من فلان من دينه ، وبرئ الرجل من شريكه إذا فارقه ، وبريت القلم بغير همز.
__________________
(١) قيل فى تفسير البارئ هو : الموجد والمبدع ، يقال : برأ الله الخلق يبرؤهم ، والبرية الخلق ، فعيلة بمعنى مفعولة ، وقيل : إن أصل البرء القطع والفصل ، قال الأخفش : يقال : برئت العود وبروته إذا قطعته ونحته ، وقيل : إن البارئ مشتق من البرء وهو التراب ، هكذا قاله ابن دريد ، والعرب تقول : بفيه البرى ، أى التراب ، والبارى يدل على أنه تعالى ركب الإنسان من التراب ، كما قال تعالى : (مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ) (طه : ٥٥).
(٢) قيل فى تفسير المصور : إنه الّذي سوى قامتك ، وعدل خلقتك ، قال تعالى : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (التين : ٤) وقيل : المصور من زين الظواهر عموما ، ونور السرائر خصوصا ، وقيل : المصور الّذي ميز العوام من البهائم بتسوية الخلق ، وميز الخواص من العوام بتصفية الخلق.
(٣) الحشر : ٢٤.