باب
فى معنى اسميه
٦٩ ، ٧٠ ـ القادر (١) المقتدر (٢)
جل جلاله
القادر اسم من أسمائه تعالى ، والقدرة صفة من صفاته تعالى ، والمقتدر من أسمائه سبحانه ، قال الله تعالى : (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) (٣) وحقيقة القادر من له قدرة ، وحقيقة القدرة ما يقتدر بها المراد على حسب قصد الفاعل فى الوقوع ، ثم جهة الوقوع تختلف إلى خلق وكسب ، فقدرة الحق سبحانه تصلح للخلق ، وقدرة الخلق تصلح للكسب ، والخلق لا يوصف أحد منهم بالقدرة على الإيجاد ، والحق سبحانه لا يوصف بالقدرة على الكسب ، ولله قدرة واحدة يقدر بها على جميع المقدورات ، لا يخرج مقدوره عن قدرته ، ولا نهاية لمقدوراته ، والمعدوم يكون مقدورا ، والمخلوق فى حال الحدوث يكون مقدورا ، والاقتدار افتعال من القدرة ، والدليل على وجوب كونه
__________________
(١) القادر : هو ذو القدرة لا يعجزه شيء ، صاحب النفوذ والسلطان والتصرف التام ، فمشيئته تنفذ بلا واسطة ، ولا يستطيع أحد معارضته فى أمر أو ينازعه فى سلطان.
(٢) المقتدر : أكثر مبالغة من القادر ، فهو المستولى على كل شيء ، ذو القدرة العظيمة ، الّذي لا يستعين بأحد ، وقدرته ليس لها بداية ولا نهاية ، فهو المتمكن من ملكه بسلطانه ، المسيطر على خلقه بقدرته.
(٣) القمر : ٥٥.