باب (١)
فى معنى اسمه تعالى
٨٢ ـ ذى الجلال والإكرام (٢)
جل جلاله
مضى الكلام فى معنى جل جلاله فيما تقدم وأنه بمعنى استحقاقه الرفعة وصفات التعالى ، ومن عرف جلاله تذلل وتواضع له.
جاء فى بعض الروايات أن لله ملائكة مذ خلقهم لا يفترون عن البكاء ولا تقطر من دموعهم قطرة إلا ويخلق الله تعالى منها ملكا لا يرفعون لنا رءوسهم إلى يوم القيامة من هيبة الله سبحانه ، فإذا كان يوم القيامة يقولون : ما عبدناك حق عبادتك.
وقيل : إن من جملة حملة العرش ملائكة صورتهم كصورة العجل فمذ عبد بنو إسرائيل العجل وضعوا أيديهم على وجوههم حياء من الله تعالى.
وقيل : الإجلال أن ترى ما دونه بعين الإقلال.
يحكى عن ابن الجلاء أنه قال : كنت راكبا جملا مرة فقلت : جل الله ،
__________________
(١) لم يذكر المؤلف اسمه تعالى : مالك الملك ، الّذي هو قبل «ذى الجلال والإكرام» ومعنى مالك الملك : هو الّذي ينفذ مشيئته فى مملكته كيف يشاء ، وكما شاء ، إيجادا وإعداما ، وإبقاء وإفناء.
(٢) ذو الجلال والإكرام : هو الّذي لا جلال ولا كمال إلا وهو له ، ولا كرامة ولا مكرمة إلا وهى صادرة منه ، فالجلال له فى ذاته ، والكرامة فائضة منه على خلقه ، وفنون إكرامه خلقه لا تكاد تنحصر ولا تتناهى ، وعليه دل قوله تعالى : (وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ) (الإسراء : ٧٠).