خلق أنوارهم قبل خلق الأشياء كلّها ، ثم خلق من أشعّة أنوارهم جميع الخيرات من الذوات والصفات والأخلاق والأفعال الحسنة.
ثانيها : أنّه تعالى عبّر عنهم بهذه الأسماء الشريفة والألقاب المنيفة ، وعن أعدائهم بأضدادها تكنية عن أسمائهم ، وحفظا لها عن تحريف المبطلين ، وتأويل الجاهلين كما يومئ إليه الخبر الأوّل (١) وقد أشير إليه في العلوي المرويّ في الإحتجاج وغيره جوابا عن الزنديق الّذي سئله عن جملة من المتشابهات ، حيث قال بعد تفسير جنب الله بأصفيائه وأوليائه ما لفظه عليهالسلام : وإنّما جعل الله في كتابه هذه الرموز الّتي لا يعلمها غيره وغير أنبيائه وحججه في أرضه لعلمه بما يحدثه في كتابه المبطلين وتاويل الجاهلين.
ثالثها : أنّ الصلاة وغيرها من العبادات والأفعال الحسنة لمّا كانت من شئون ولايتهم ولوازم معرفتهم والإذعان بمراتبهم فلذا عبّر بها عن الولاية والولي.
رابعها : أنّ هذه العبادات لمّا كانت مشروطة بالولاية بحيث لا يقبل شيء منها بدونها كما أشير اليه في خبر بناء الإسلام وغيره.
خامسها : أنّ هذه الفرائض لمّا علم وجوبها وحسنها واشتمالها على مصالح الدارين وسعادة النشأتين بتعريفهم وبيانهم وتبليغهم ناسب أن تعبّر فيهم بها ، كما يستفاد من خبر البصائر ، وإن كان محتملا لبعض الوجوه المتقدّمة أيضا.
سادسها : أنّ هذه التعبيرات مبتنية على بعض القواعد الحسابيّة المصونة المكنونة المقررة في علم الجفر وغيره من العلوم المختصّة بهم وخواصّ شيعتهم ، ولعلّ من جملة ذلك ملاحظة أعداد الحروف وقويها ونظائرها من الدوائر السبع أو السبعين وملاحظة زبر الحروف وبيّناتها واستنطاق قواها ، وغير ذلك ممّا لا يخفى
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٢٤ ص ١٩٥.