وخبر ما بعدكم (١).
والمعنى على ما ذكره شيخنا المجلسي وغيره أي لا تقتصروا على هذا بأنّ تنفوا ظاهرها.
وأمّا ما ذكره السيّد الداماد في شرح الخبر الأوّل المروي في رجال الكشي من أنّ فيه وجهين :
أحدهما أن يكون الطاعة جمع طائع أو طيّع ، كما أنّ السادة جمع سيّد ، والقادة جمع قائد ، وعلى هذا ففروع الحقّ الشيعة ومعنى الكلام انّا أصل الحقّ وفروع الحقّ من شيعتنا إنّما هم المطيعون الطائعون المطيعون لله عزوجل.
والثاني أن تكون هي اسم الجنس فيعني بها جنس الطاعات والحسنات ، أو المصدر أي إطاعة الله ، والتعبد له فيما أمر به من العبادات ، ونهى عنه من المعاصي ، وحينئذ يقدّر حذف المضاف الى الضمير في اسم انّ ، والتقدير إنّ معرفة حقّنا والدخول في ولايتنا أصل الحق وأسّ الدين وفروع الحقّ ومتمّمات الدين هي ضروب الطاعات والعبادات ، وكذلك الفواحش.
إمّا بمعنى الطواغي جمع الفاحشة والطاغية بالغاء للمبالغة لا بالتاء للتأنيث ، فكلّ فاحش جاوز الحدّ في الفحش والسوء. وطاغ تعدّى الحد في الطغيان والعتوّ فهو فاحشة وطاغية من باب المبالغة ، فالمعنى عدوّنا أصل الشرّ وأساس الظلم ، وفروعهم الفواحش الطواغي من أصحاب الغواية والضلالة.
وإمّا بمعنى الفاحشات من الآثام ، السيّئات من المعاصي ، يعني انّ الدخول في حزب عدوّنا والانخراط في سلكهم أصل الشر والضلال في الدين وفروع ذلك فواحش الأعمال وموبقات المعاصي.
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٢٤ ص ٣٠١.