المؤمنين فقام فبايع له ، ثمّ قال بعد ذلك لتمام التّسعة ثمّ لرؤساء المهاجرين والأنصار ، فبايعوه كلّهم ، فقام من بين جماعتهم عمر بن الخطّاب فقال : بخّ بخّ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة ، ثمّ تفرّقوا عن ذلك ، وقد وكدت عليهم العهود والمواثيق ، ثمّ إنّ قوما من متمرّديهم وجبابرتهم تواطوا بينهم لئن كانت لمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم كائنة ليدفعنّ هذا الأمر عن علي ولا يتركونه له ، فعرف الله ذلك من قبلهم ، وكانوا يأتون رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويقولون لقد أقمت علينا أحبّ خلق الله إلى الله وإليك وإلينا فكفيتنا به مؤنة الظّلمة لنا والجابرين في سياستنا ، وعلم الله من قلوبهم خلاف ذلك من مواطاة بعضهم لبعض أنّهم على العداوة مقيمون ولدفع الأمر عن مستحقّه موثرون ، فأخبر الله عزوجل محمّدا عنهم ، فقال : يا محمّد (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ) الّذي أمرك بنصب عليّ عليهالسلام إماما وسائسا لأمّتك ومدبّرا ، (وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) بذلك ولكنّهم يتواطئون على إهلاكك وإهلاكه ، ويوطّئون أنفسهم على التمرّد على عليّ عليهالسلام إن كانت بك كائنة (١).
إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة الّتي يمرّ عليك في تصاعيف هذا التّفسير نقلا من طريق الفريقين.
ثمّ إنّ الآية وإن نزلت فيهم إلّا أنّها جارية في كلّ من تبعهم في النّفاق والانحراف عن أهل بيت العصمة والطّهارة إلى يوم القيمة ، ولذا قال مولانا الصّادق عليهالسلام على ما رواه في البصائر والكافي : انّ الحكم (٢) بن عتيبة ممّن قال الله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) فليشرّق
__________________
(١) تفسير المنسوب الى الإمام العسكري عليهالسلام ص ٥٤ وعنه كنز الدقائق ج ١ ص ١٦٠ ـ ١٦٢.
(٢) الحكم بن عتيبة الكوفي كان من فقهاء العامّة وكان زيديّا مات سنة (١١٥) ه.