من الافزاع وان كانوا هم الحراص عليه.
(وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ) عطف على (كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ) ، وربما يحتمل عطفها على (يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ) ، وهو بعيد ، وكونها معترضة ، وهو مبنيّ على جواز وقوعها في آخر الكلام.
ولو وضعت في الأصل للدلالة على انتفاء الثاني لانتفاء الأوّل من جهة ترتّبه عليه وان كان للثاني أسباب آخر ، وقد أغرب من عكس نظرا إلى أنّ المسبّب قد يكون أعمّ من السبب.
وأوهن منه الاستدلال بانتفاء الملزوم عند انتفاء لازمه ، فإنّ الظاهر من قولك : لو جئتني لأكرمتك الإشعار بسببية عدم المجيء لانتفاء الإكرام واستناده إليه ، ولذا ذهب الجمهور الى ما ذكرناه.
نعم قد تجرّد لمجرّد الربط بين الجملتين ، وللدلالة على لزوم الجزاء للشرط ، فتفيد أنّ العلم بانتفاء الثاني علّة للعلم بانتفاء الأوّل.
ويستعملها ارباب العلوم في استدلالاتهم ولذا يسمّى لو الاستدلاليّة ، وإرادتها في المقام بعيدة جدا بل الأولى ارادة الأولى للتنبيه على أنّه لم يبق ممّا له مدخليّة في ذهاب حواسّهم وبطلان قواهم إلّا وقد حصل عدى المشيّة الإلهيّة وذلك لأنّ مشقّتهم بسبب الرعد والبرق قد وصلت غايتها ، أو للاشعار على كمال قدرته وشدّة إحاطته عليهم بحيث إنّه يؤثّر في ذهاب أعزّ ما عندهم من الحواسّ والقوى بمجرّد المشيّة من دون ترقّب شرط أو تزاحم مانع ، ولذا عقّبه بما يفصح عن عموم المقدرة.
ولقد شاع حذف المفعول في شاء وأراد ، وما يتصرّف منهما إذا وقعت في حيّز الشرط لدلالة الجواب عليه معنى ووقوعه في محلّه لفظا مع أنّ فيه ضربا من التفسير بعد الإبهام.
نعم ربما لا يكتفون بها في الشيء المستغرب اعتناء بتعينه ودفعا لذهاب