بقتلهم.
ثمّ قال (يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ) ، وهذا مثل قوم ابتلوا ببرق فلم يغضّوا عنه أبصارهم ولم يستروا منه وجوههم لتسلم عيونهم من تلؤلؤه ولا ينظرون إلى الطّريق الّذي يريدون أنّ يتخلّصوا فيه بضوء البرق ، ولكنهم نظروا إلى نفس البرق يكاد يخطف أبصارهم فكذلك هؤلاء المنافقون يكاد ما يشاهدونه في القرآن من الآيات المحكمة الدّالة على نبوّتك الموضحة عن صدقك في نصب أخيك عليّ إماما ، ويكاد ما يشاهدونه منك يا محمّد ومن أخيك عليّ من المعجزات الدّالات على أنّ أمرك وأمره هو الحقّ الّذي لا ريب فيه ، ثمّ هم مع ذلك لا ينظرون في دلائل ما يشاهدونه من آيات القران وآياتك وآيات أخيك عليّ بن أبي طالب عليهالسلام يكاد ذهابهم عن الحقّ في حججك يبطل عليهم ساير ما قد عملوه من الأشياء الّتي يعرفونها لأنّ من جحد حقّا واحدا ادّاه ذلك الجحود إلى أن يجحد كلّ حقّ فصار جاحده في بطلان ساير الحقوق عليه كالنّاظر الى جرم الشّمس في ذهاب نور بصره.
ثمّ قال : (كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ) إذا ظهر ما قد اعتقدوا أنّه هو الحجّة مشوا فيه ثبتوا عليه وهؤلاء إذا نتجت خيولهم الإناث ونساؤهم الذكور ، وحملت نخيلهم وذكت زروعهم وربحت تجاراتهم وكثرت الألبان في ضروعهم قالوا يوشك أن يكون هذا ببركة بيعتنا لعليّ عليهالسلام انّه مبخوت (١) مدال (٢) فبذلك ينبغي أن نعطيه ظاهر الطاعة لنعيش في دولته (وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا) أي إذا نتجت خيولهم الذكور ونساؤهم الإناث ولم يربحوا في تجاراتهم ولا حملت نخيلهم ولا ذكت
__________________
(١) المبخوت : صاحب بخت.
(٢) المدال (بكسر الميم والدال المهملة) : الرجل الحفي وبالفتح : الخسيس.