أمّا لو كان عايدا إلى محمّد صلىاللهعليهوآله فذلك لا يقتضي إلّا كون آحادهم من الأمّيين عاجزين عنه لأنّه لا يكون مثل محمد صلىاللهعليهوآله عندهم وفي أنظارهم إلّا الشّخص الواحد الامي فلو اجتمعوا وكان كلهم أو بعضهم قارئين لم يكونوا مثله إذ الجماعة لا تماثل الواحد والقاري لا يكون مثل الامي ومن البيّن أن التحدي على الوجه الأوّل أقوى.
رابعها : أنّه مع عوده الى العبد لا دلالة فيه على كون السورة ينبغي أن يكون مثل ما أتى به محمد صلىاللهعليهوآله في البلاغة والفخامة وحسن النظم والأسلوب وقضيّة التحدّي التّنبيه عليه.
خامسها : إنّ عوده إلى العبد يوهم إمكان صدوره ممّن لم يكن على صفته بأن كان ممارسا لدراسة العلوم وتتبّع الكتب.
سادسها : أن عوده إلى المنزّل هو الملائم لقوله : (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ) وحرّره بعضهم بأنّ المعنى في قوله : (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ) إن كان ، وادعوا من حضركم إلّا الله فلا معنى للاستعانة بالكلّ على تقدير رجوعه إلى المنزل عليه ، لأنّ المراد فأتوا بسورة من واحد أخر عربي مثله في الفصاحة وتركيب الكلام ، وهذا ممّا لا حاجة فيه إلى الاستعانة سيّما بجميع من سوى الله وان كان المعنى وادعوا الهتكم واستظهروا بهم في المعارضة فلا يبقى للتّهكم معنى لأنّ التّهكم نشأ من طلب الأصنام للإتيان بمثل المنزل وإذا كان من يطلب منه المثل واحدا عربيّا ولا ندخل لغيره في الإتيان به فلا يكون في دعوة الأصنام تهكّم بل لا يكون لدعوتها للمعارضة معنى مناسب فيتنافر النظم أيضا وان كان المعنى وادعوا زعمائكم الّذين هم أمراء الكلام ليشهدوا انكم أتيتم بالمثل ففيه إيهام أنّ المأمور بالإتيان واحد من غيرهم فلا يتم الاعجاز بخلاف عوده إلى المنزل لعموم الخطاب.