إلى السّماء نساء معذّبات في النّار من شأنهنّ كذا وكذا (١).
وحملها على ارتفاع الزمان عنده لدخوله حينئذ في صقع الملكوت ، فكان الزمان بطرفيه من الماضي والمستقبل حالا بالنّسبة إليه ، ولذا ورد أنّه رأى كذا وكذا وإن لم يقع إلّا بعد انقضاء الزّمان وحشر الأبدان ، مخالف لصريح ما يستفاد من تلك الأخبار بل هو جرأة على ردّ النصوص والإنكار على أهل الخصوص ، وما المانع عن التّصديق به بعد دلالة قواطع الأدلّة عليه.
بل قد ورد أنّ هذه النّار الدّنيويّة من نار جهنّم ، وذلك أنّ آدم على نبيّنا وآله وعليهالسلام لمّا هبط من الجنّة إلى الأرض هو وحوّاء احتاجا الى نار لينتفعا بها في عمل طعامهم وغيره فنزل جبرئيل وأخذ من نار جهنّم جذوة فغسلها في نهر الكوثر سبعين مرّة. وفي رواية وضعها في الكوثر سبعين سنة ولو لا ذلك لأحرقت الأرض ومن عليها.
ولذا قال الصادق عليهالسلام فيما رواه القمي وغيره أنّ ناركم هذه جزء من نار جهنّم وقد اطفأت سبعين مرّة بالماء ثمّ التهبت ولو لا ذلك ما استطاع آدميّ أن يطفأها وأنّها ليؤتى بها يوم القيامة حتى توضع في النّار فتصرخ صرخة لا يبقى ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل إلا جثى على ركبتيه فزعا من صرختها (٢).
ثمّ أعلم أنّ التحدّي بالقرآن قد جاء فيه على وجوه متدرّجة إلى الأدنى كقوله : (فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللهِ هُوَ أَهْدى) (٣) وقوله : (لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ) (٤) وقوله : (قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ
__________________
(١) راجع البحار ج ٨ ص ٣٠٩ فيه حديث مفصّل عن العيون ص ١٨٤ ـ ١٨٥.
(٢) بحار الأنوار ج ٨ ص ٢٨٨ عن تفسير القمي.
(٣) القصص : ٤٩.
(٤) الإسراء : ٨٨.