إيمانا بالله ، وليكن شراعها (١) التوكّل ، لعلّك ـ يا بنيّ ـ تنجو ، وما أظنّك ناجيا.
يا بنيّ ، كيف لا يخاف الناس ما يوعدون؟ وأنتم تنتقصون (٢) في كلّ يوم وكيف لا يعدّ لما يوعد من كان له أجل ينفد؟!
يا بنيّ ، خذ من الدنيا بلغة ، ولا تدخل فيها دخولا يضرّ (٣) فيها بآخرتك ولا ترفضها ، فتكون عيالا على الناس ، وصم صياما يقطع شهوتك ، ولا تصم صياما يمنعك من الصلاة ، فإنّ الصلاة أعظم عند الله من الصوم.
يا بنيّ ، لا تتعلّم العلم لتباهي به العلماء وتماري به السفهاء أو ترائي به في المجالس ، ولا تترك العلم زهادة فيه ورغبة في الجهالة.
يا بنيّ ، اختر المجالس على عينك (٤) ، فإن رأيت قوما يذكرون الله فاجلس إليهم ، فإنّك إن تكن عالما ينفعك علمك ويزيدوك علما ، وإن تكن جاهلا يعلّموك ، ولعلّ الله تعالى أن يظلّهم (٥) برحمة فيعمّك معهم.
وقال : قيل للقمان عليهالسلام : ما يجمع من حكمتك؟ قال : لا أسأل عمّا كفيته ولا أتكلّف ما لا يعنيني (٦).
__________________
(١) في «ر» «س» : (شراعك).
(٢) في «ر» «ص» : (وأنتم تنقصون) ، وفي البحار ١٣ : ٤١٦ (وهم ينتقصون).
(٣) في «م» : (ولا تدنيها دخولا تضرّ).
(٤) في «ر» «س» : (عيبتك) ، وفي «ص» والبحار ١٣ : ٤١٧ (عينيك).
(٥) في «ر» «س» : (يعمّهم).
(٦) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤١٦ / ١٠ بتمامه وفي ج ٩٣ : ٢٩٠ / ١٠ (قطعة منه) ومستدرك الوسائل ١٣ : ١٦ / ٦ وص ٥٧ / ١ باختصار.
وورد صدره في الكافي ١ : ١٦ / ضمن الحديث ١٢ وعنه في وسائل الشيعة ١٥ : ٢٠٦ / ٦ ، وتفسير القمّيّ ٢ : ١٦٤ وعنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤١١ / ٢ ، ومن لا يحضره الفقيه ٢ : ٢٨٢ / ٢٤٥٧ ، والاعتقادات للمفيد : ٤٩ وعنه في بحار الأنوار ٦ : ٢٥٠ / ضمن الحديث ٨٧ ، وتحف العقول : ـ