فعل ذلك فإنّي أصدّقك ، فوضع جرجيس عليهالسلام ركبتيه على الأرض ودعا ربّه تعالى ، فما برح مكانه حتّى أثمر كلّ عود فيها ثمره (١).
فأمر به الملك فمدّ بين الخشبتين ووضع المنشار على رأسه ، فنشر حتّى سقط المنشار من تحت رجليه ، ثمّ أمر بقدر عظيمة ، فألقي فيها زفت وكبريت ورصاص فألقي فيها جسد جرجيس عليهالسلام فطبخ حتّى اختلط ذلك كلّه جميعا ، فاظلمت الأرض لذلك ، وبعث الله إسرافيل عليهالسلام فصاح صيحة خرّ منها الناس لوجوههم ، ثمّ قلب إسرافيل القدر ، فقال : قم يا جرجيس بإذن الله تعالى ، فقام حيّا سويّا بقدرة الله.
وانطلق جرجيس إلى الملك ، فلمّا رآه الناس عجبوا منه ، فجاءته امرأة وقالت :أيّها العبد الصالح ، كان لنا ثور نعيش به فمات ، فقال جرجيس عليهالسلام : خذي عصاي هذه فضعيها على ثورك وقولي : إنّ جرجيس يقول : قم بإذن الله تعالى ، ففعلت فقام حيّا ، فآمنت بالله.
فقال الملك : إن تركت هذا الساحر أهلك قومي ، فاجتمعوا كلّهم أن يقتلوه ، فأمر به أن يخرج ويقتل بالسيف ، فقال جرجيس عليهالسلام لمّا أخرج : لا تعجلوا عليّ فقال : «اللهمّ إنّك أهلكت (٢) عبدة الأوثان ، أسألك أن تجعل اسمي وذكري صبرا لمن يتقرّب إليك عند كلّ هول وبلاء» ثمّ ضربوا عنقه فمات ، ثمّ أسرعوا إلى القرية فهلكوا كلّهم (٣).
__________________
(١) في «س» والبحار : (ثمرة).
(٢) في البحار : (اللهمّ إن أهلكت أنت).
(٣) عنه في بحار الأنوار ١٤ : ٤٤٥ / ١ ، قصص الأنبياء للجزائريّ : ٥٠٥ ، وفي العرائس : ٢٤٣ ـ ٢٤٦ ، والكامل في التاريخ ١ : ٢١٤ بتفصيل آخر ، وهذه القصّة مرويّة من طرق العامّة ، وليس لها ذكر في أخبار أئمّة أهل البيت عليهمالسلام.