ثمّ أعاد جرجيس عليهالسلام إلى السجن وعذّبه بألوان (١) العذاب ، ثمّ قطّعه أقطاعا (٢) وألقاها في جبّ ، ثمّ خلا الملك الملعون وأصحابه على طعام له وشراب ، فأمر الله تعالى جلّ وعلا أعصارا أنشأت سحابة سوداء وجاءت بالصواعق ورجفت الأرض ، وتزلزلت الجبال حتّى أشفقوا أن يكون هلاكهم ، وأمر الله ميكائيل فقام على رأس الجبّ وقال : قم يا جرجيس بقوّة الله الذي خلقك فسوّاك ، فقام جرجيس عليهالسلام حيّا سويّا ، وأخرجه من الجبّ وقال : اصبر وابشر.
فانطلق جرجيس حتّى قام بين يدي الملك ، وقال : بعثني الله ليحتجّ بي عليكم (٣) ، فقام صاحب الشرطة وقال : آمنت بإلهك الذي بعثك بعد موتك ، وشهدت أنّه الحقّ ، وجميع الآلهة دونه باطل ، وأتبعه أربعة آلاف آمنوا وصدّقوا جرجيس عليهالسلام فقتلهم الملك جميعا بالسيف.
ثمّ أمر بلوح من نحاس أوقد عليه النار حتّى احمرّ ، فبسط عليه جرجيس عليهالسلام وأمر بالرصاص فأذيب وصبّ في فيه ، ثمّ ضرب الأوتاد في عينيه ورأسه ، ثمّ ينزع ويفرغ الرصاص (٤) مكانه ، فلمّا رأى أنّ ذلك لم يقتله أوقد عليه النار حتّى مات ، وأمر برماده فذرّ في الرياح ، فأمر الله تعالى رياح الأرضين في الليلة ، فجمعت رماده في مكان ، فأمر ميكائيل فنادى جرجيس ، فقام حيّا سويّا بإذن الله (٥).
فانطلق جرجيس عليهالسلام إلى الملك وهو في أصحابه ، فقام رجل وقال : إنّ تحتنا أربعة عشر منبرا ومائدة بين أيدينا ، وهي من عيدان شتّى ، منها ما يثمر ، ومنها ما لا يثمر ، فسل ربّك أن يلبس كلّ شجرة منها لحاها ، وينبت فيها ورقها وثمرها ، فإن
__________________
(١) في «ر» «س» : (بأنواع).
(٢) في «ر» «س» : (قطعا قطعا).
(٣) في «ر» «س» : (عليك).
(٤) في «ص» والبحار : (بالرصاص).
(٥) في «ر» «س» : (بقدرة الله).