عبد الجبّار ، حدّثنا جعفر بن محمّد الكوفيّ ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لمّا انتهى رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى الركن الغربيّ فجازه ، فقال له الركن : يا رسول الله ، ألست قعيدا من قواعد بيت ربّك فما بالي لا أستلم؟ فدنا منه رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال له : اسكن عليك السلام غير مهجور (١).
ودخل حائطا ، فنادته العراجين (٢) من كلّ جانب : السلام عليك يا رسول الله ، وكلّ واحد منها يقول : خذ منّي ، فأكل ، ودنا من العجوة (٣) فسجدت ، فقال : اللهمّ بارك عليها وانفع بها ، فمن ثمّ روي أنّ العجوة من الجنّة.
وقال صلىاللهعليهوآله : إنّي لأعرف حجرا بمكّة كان يسلّم عليّ قبل أن أبعث ، إنّي لأعرفه الآن.
ولم يكن صلىاللهعليهوآله يمرّ (٤) في طريق يتبعه أحد إلّا عرف أنّه سلكه من طيب عرفه (٥) ، ولم يكن يمرّ بحجر ولا شجر إلّا سجد له (٦).
[٤٢٠ / ١٠] ـ وقال سعد : حدّثنا الحسن بن محمّد الخشّاب ، عن عليّ بن حسّان ، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير الهاشميّ ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله ذات يوم قاعدا إذ مرّ به بعير فبرك بين يديه ورغا (٧) ، فقال عمر : يا رسول الله ، أيسجد لك هذا الجمل؟ فإن سجد لك فنحن أحقّ (٨) أن نفعل.
__________________
(١) إلى هنا عنه في بحار الأنوار ١٧ : ٣٦٧ ح ١٦ ، وورد في الخرائج والجرائح ٢ : ٤٩٤ / ٧ ، ومختصر بصائر الدرجات ١٥ ، وفي طبعة أخرى : ٩٧ ، ذيل تاريخ بغداد ٢ : ٣١.
(٢) الحائط : البستان ، والعرجون : ما يحمل التمر ، جمعه : عراجين.
(٣) العجوة : ضرب من التمر.
(٤) قوله : (يمرّ) لم ترد في النسخ الأربعة وأثبتناها عن البحار.
(٥) العرف : الريح ، ولعلّه : (عرقه).
(٦) عنه في بحار الأنوار ١٧ : ٣٦٧ / ١٦ ، وورد في الخرائج والجرائح ٢ : ٤٩٤ / ٨.
(٧) رغا البعير : صوّت وضجّ.
(٨) في «ر» «س» : (أولى) بدلا من : (أحقّ).