فقال : لا بل اسجد (١) لله ، والله إنّ هذا الجمل يشكو أربابه ويزعم أنّهم أنتجوه صغيرا واعتملوه فلمّا كبر وصار أعون (٢) كبيرا ضعيفا أرادوا نحره ، ولو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها.
ثمّ قال أبو عبد الله عليهالسلام : ثلاثة من البهائم أنطقهنّ الله تعالى على عهد النبيّ صلىاللهعليهوآله : الجمل وكلامه الذي سمعت.
والذئب فجاء إلى النبيّ فشكا إليه الجوع فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآله أصحاب الغنم فقال : افرضوا للذئب شيئا فشحّوا ، فذهب ثمّ عاد إليه الثانية فشكا الجوع فدعاهم فشحّوا ، ثمّ جاء الثالثة فشكا الجوع فدعاهم فشحّوا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اختلس ، ولو أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله فرض للذئب شيئا ما زاد الذئب عليه شيئا حتّى تقوم الساعة.
وأمّا البقرة فإنّها آذنت بالنبيّ صلىاللهعليهوآله ودلّت عليه ، وكانت في نخل لبني سالم من الأنصار ، فقالت : يا ذريح ، عمل نجيح (٣) ، صائح يصيح ، بلسان عربيّ فصيح ، بأن لا إله إلّا الله ربّ العالمين ، ومحمّد رسول الله سيّد النبيّين ، وعليّ وصيّه سيّد الوصيّين (٤).
__________________
(١) في «ر» «س» «ص» : (اسجدوا).
(٢) جاء في مفردات الراغب : ٣٥٤ : العوان المتوسّط بين الستّين ، وجعل كناية عن المسنّة من النساء ، والمراد هنا كبر السنّ. وقال العلّامة المجلسي في البحار ١٧ : ٣٩٩ : أعون : لعلّه مأخوذ من العوان وهو النصف من كلّ حيوان ، ومن البقر والخيل التي نتجت بعد بطنها البكر ، والمتعاونة : الطاعنة في السنّ ، وفي بعض النسخ بالواو والراء ، وهو الذي ذهب حسّ إحدى عينيه.
(٣) قال العلّامة المجلسي في البحار ١٧ : ٣٩٩ : قولها : عمل نجيح خبر مبتدأ محذوف ، أي ما أدلّكم عليه عمل يوجب النجح والظفر بالمطلوب ، والنجيح : الصواب من الرأي.
(٤) عنه وعن الاختصاص للمفيد : ٢٩٦ في بحار الأنوار ١٧ : ٣٩٨ / ١١ وفي ج ١٠٠ : ٢٤٧ / ٢٩ (قطعة منه) وفي مستدرك الوسائل ٤ : ٤٧٩ / ٥ إلى قوله : (تسجد لزوجها). ورواه الصفّار في بصائر ـ