يا بنيّ ، اخلص طاعة الله حتّى لا يخالطها شيء (١) من المعاصي ، ثمّ زيّن الطاعة باتّباع أهل الحقّ ، فإنّ طاعتهم متّصلة بطاعة الله ، وزيّن ذلك بالعلم ، وحصّن علمك بحلم لا يخالطه حمق ، واخزنه بلين لا يخالطه جهل ، وسدّد (٢) بحزم لا يخالطه الضياع ، وامزج حزمك برفق لا يخالطه العنف (٣).
[٢٧٤ / ١٥] ـ وعن سليمان بن داود ، حدّثنا يحيى بن سعيد القطّان ، قال : سمعت الصادق عليهالسلام يقول : قال لقمان : حملت الجندل (٤) والحديد وكلّ حمل ثقيل ، فلم أحمل شيئا أثقل من جار السوء ، وذقت المرارات كلّها ، فما ذقت (٥) شيئا أمرّ من الفقر (٦).
يا بنيّ ، لا تتّخذ الجاهل رسولا ، فإن لم تصب عاقلا حكيما (٧) يكون رسولك ، فكن أنت رسول نفسك.
يا بنيّ ، اعتزل الشرّ ، يعتزلك (٨).
[٢٧٥ / ١٦] ـ وقال الصادق عليهالسلام : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : قيل للعبد الصالح لقمان :
__________________
(١) في «ر» «س» والبحار : (ولا تخالطها بشيء).
(٢) في «ر» «س» «ص» : (وشدّد) ، وفي البحار : (وشدّده).
(٣) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤٢٠ / ١٥.
(٤) الجندل : الصخر العظيم.
(٥) في الأمالي للصدوق : (فلم أذق).
(٦) إلى هنا ورد في الأمالي للصدوق : ٧٦٦ / ذيل الحديث ٥ بنفس المتن : عن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن عليّ بن الحسين السعد آباديّ ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقيّ ، عن عليّ بن محمّد القاسانيّ ، عن سليمان بن داود المنقريّ ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الصادق عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤١٣ / ٣.
وورد في المصنّف لابن أبي شيبة الكوفيّ ٨ : ١٢٣ / ٦ ، ومكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا : ١٠٨ / ٣٥١.
(٧) في «ر» «س» : (حليما).
(٨) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤٢١ / صدر الحديث ١٦ ، وانظر الدرّ المنثور ٥ : ١٦٣.