أيّ الناس أفضل؟ قال : المؤمن الغنيّ.
قيل : الغنيّ من المال؟ فقال : لا ، ولكن الغنيّ من العلم الذي إن احتيج إليه انتفع بعلمه ، وإن استغنى عنه اكتفى.
وقيل : فأيّ الناس أشرّ؟ قال : الذي لا يبالي أن يراه الناس مسيئا (١).
[٢٧٦ / ١٧] ـ قال : فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : كان فيما وعظ لقمان ابنه أنّه قال : يا بنيّ ، ليعتبر من قصر يقينه وضعف ثقته (٢) في طلب الرزق أنّ الله تعالى خلقه في ثلاثة أحوال من أمره ، وأتاه رزقه ولم يكن له في واحدة منها كسب ولا حيلة ، أنّ الله سيرزقه في الحالة الرابعة.
أمّا أوّل ذلك ، فإنّه كان في رحم أمّه يرزقه هناك في قرار مكين ، حيث لا برد يؤذيه ولا حرّ ، ثمّ أخرجه من ذلك ، وأجرى له من لبن أمّه يربّيه (٣) من غير حول به ولا قوّة ، ثمّ فطم من ذلك فأجرى له من كسب أبويه برأفة ورحمة من قلوبهما (٤) ، حتّى إذا كبر وعقل واكتسب لنفسه ضاق به أمره ، فظنّ الظنون بربّه وجحد الحقوق في ماله وقتّر على نفسه وعياله مخافة الفقر (٥).
__________________
(١) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤٢١ / ذيل الحديث ١٦.
وورد ذيل الحديث في تفسير مجمع البيان ٨ : ٨٢ ، وفيه : (شرّ) بدلا من : (أشرّ) وعنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤٢٥ ، وانظر عيون الحكم والمواعظ الواسطيّ : ٢٩٥.
(٢) في الخصال : (نيّته).
(٣) في الخصال : (لبن أمّه يكفيه به ويربّيه وينعشه).
(٤) في النسخ الأربع : (بلويهما) ، وفي البحار ١٠٠ : ٣٠ (تلويهما) ، والمثبت موافق لما في البحار ١٣ : ٤١٤ ومستدرك الوسائل.
(٥) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤١٤ / ٥ وج ١٠٠ : ٣٠ / ٥٤ ومستدرك الوسائل ١٣ : ٣٤ / ٦.
ورواه الصدوق في الخصال : ١٢٢ / ١١٤ ، بنفس السند مع تفاوت في المتن وعنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤١٤ / ٥ وج ٦٨ : ١٣٦ / ١٧ وتفسير نور الثقلين ٣ : ٥٣٣ / ٤٠.