هكذا جعله الله حيث شاء ، وقد سألني أن أسألك أن تريه جهنّم ، قال : فكشف له عن طبق من أطباقها ، فما رؤي رسول الله صلىاللهعليهوآله ضاحكا حتّى قبض (١).
[٤٧٣ / ١٤] ـ وعن (*) أبي بصير قال : سمعته (٢) يقول : إنّ جبرئيل احتمل رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى انتهى به إلى مكان من السماء ، ثمّ تركه وقال : ما وطأ نبيّ قطّ مكانك.
وقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : أتاني جبرئيل عليهالسلام وأنا بمكّة ، فقال : قم يا محمّد ، فقمت معه وخرجت إلى الباب ، فإذا جبرئيل ومعه ميكائيل وإسرافيل ، فأتى جبرئيل بالبراق ، فكان فوق الحمار ودون البغل ، خدّه كخدّ الإنسان ، وذنبه كذنب البقر ، وعرفه كعرف الفرس ، وقوائمه كقوائم الإبل ، عليه رحل من الجنّة ، ، وله جناحان من فخذيه ، خطوه منتهى طرفه (٣).
فقال : اركب ، فركبت ومضيت حتّى انتهيت إلى بيت المقدس ، ولمّا انتهيت إليه إذ (٤) الملائكة نزلت من السماء بالبشارة والكرامة من عند ربّ العزّة ، وصلّيت في بيت المقدس ، وفي بعضها بشّر لي (٥) إبراهيم في رهط من الأنبياء ، ثمّ وصف موسى وعيسى صلوات الله عليهما ، ثمّ أخذ جبرئيل بيدي إلى الصخرة فأقعدني عليها ، فإذا معراج إلى السماء لم أر مثلها حسنا وجمالا.
فصعدت إلى السماء الدنيا ، ورأيت عجائبها وملكوتها ، وملائكتها يسلّمون عليّ.
__________________
(١) تفسير العيّاشيّ ٢ : ٢٩٩ / ٨ وعنه في بحار الأنوار ٦ : ٣٨١ وورد مضمونه في الأمالي للصدوق : ٦٩٦ / ٦ وعنه في بحار الأنوار ١٨ : ٣٤١.
(*) الظاهر أنّه عطف على طريق ابن بكير عن أبي بصير.
(٢) في البحار ١٨ : ٣٧٥ : (سمعت الصادق عليهالسلام).
(٣) المراد ب : «خطوه» أنّه كان سريعا بحيث يضع كلّ خطوة منه على منتهى مدّ بصره.
(٤) في «ص» «م» والبحار : (إذا).
(٥) في البحار : (بشّرني).