جبرئيل عن ربّ العالمين ، قال : فهل لموسى من دعوة يدعو بها؟
قال : نعم دعاؤه : «يا خالق الخلق ، ويا باسط الرزق ، ويا فالق الحبّ ، و (١) بارئ النّسم ، ومحيي الموتى ، ومميت الأحياء ، ودائم الثبات ، ومخرج النبات ، افعل بي ما أنت أهله». من دعا بهذا الدعاء قضى الله حوائجه.
وإنّ الله تعالى ركّب في صلبه نطفة مباركة مرضيّة وسمّاها عليّا ، ودعاؤه : «اللهمّ أعطني الهدى ، وثبّتني عليه ، واحشرني عليه آمنا أمن من لا خوف عليه ولا حزن ولا جزع ، إنّك أهل التقوى وأهل المغفرة».
وإنّ الله ركّب في صلبه نطفة مباركة وسمّاها محمّد بن عليّ ، فهو شفيع شيعته ، إذا ولد يقول : لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، ودعاؤه : «يا من لا شبيه له ولا مثال أنت الله لا إله إلّا أنت ولا خالق إلّا أنت ، تفني المخلوقين وتبقى أنت حلمت عمّن عصاك وفي المغفرة رضاك». من دعا بهذا الدعاء كان محمّد بن عليّ شفيعه يوم القيامة.
وإنّ الله ركّب في صلبه نطفة لا باغية ولا طاغية بارّة طاهرة ، سمّاها عنده عليّ ابن محمّد ، فألبسه السكينة والوقار ، وأودعها العلوم وكلّ سرّ مكنون. ودعاؤه : «يا نور يا برهان ، يا مبيّن يا منير ، يا ربّ اكفني شرّ الشرور وآفات الدهور ، وأسألك النجاة يوم ينفخ في الصور». من دعا بهذا الدعاء كان عليّ بن محمّد شفيعه وقائده إلى الجنّة.
وإنّ الله ركّب في صلبه نطفة وسمّاها عنده الحسن بن عليّ (٢) ، فجعله نورا في بلاده ، ودعاؤه (٣) : «يا عزيز العزّ في عزّه ، يا أعزّ عزيز العزّ في عزّه ، يا عزيز أعزّني
__________________
(١) في «ر» «س» : (ويا).
(٢) قوله : (بن عليّ) لم يرد في «ص» «م».
(٣) في العيون والكمال زيادة : (وخليفة في أرضه ، وعزّا لأمّته ، وهاديا لشيعته ، وشفيعا لهم عند ربّهم ، ونقمة على من خالفه ، وحجّة لمن والاه ، وبرهانا لمن اتّخذه إماما ، يقول في دعائه).