٢. السؤال لغاية تحصيل العلم
إنّ الظاهر من وجوب السؤال عند عدم العلم وجوب تحصيل العلم ، لا وجوب السؤال للعمل بالجواب تعبداً ، كما يقال في العرف : سل إن كنت جاهلاً ، ويؤيّده أنّ الآية واردة في أُصول الدين وعلامات النبي التي يؤخذ فيها بالتعبّد إجماعاً. (١)
يلاحظ عليه : تختلف الغاية من السؤال حسبَ اختلاف واقع السؤال ، فإن كان ممّا يجب أن يُعْلَم ، فالسؤال لغاية العلم به ، وإن كان ممّا يجب أن يعمل به كالأحكام فالسؤال لتلك الغاية سواء أفاد العلم أو لا ، لا أقول باختصاص الآية لوجوب السؤال للعمل بالجواب ـ كما ذكره الشيخ ثمّ اعترض عليه ـ بل يجب السؤال للغاية الخاصة به ، فهي تعمّ السؤال للعلم والاعتقاد أو السؤال للعمل.
على أنّ العامي إذا رجع إلى من قوله حجّة ، يحصل له العلم بالوظيفة وإن لم يحصل له العلم بالواقع.
٣. المراد من أهل الذكر هو أهل العلم لا ناقل الحديث
إنّ الذكر في الآية بمعنى العلم ، والآية تدل على حجّية قولهم بما هم أهل العلم والفكر ، لا بما هم نَقَلَة الحديث وحملته عن طريق البصر والسمع ، كما إذا رأى فعل الإمام وسمع كلامه ونقل فلا يقال له إنّه من أهل الذكر والعلم.
وبعبارة أُخرى : أهل الذكر هم الذين يَضمُّون فكرهم وفهمهم إلى كلام الإمام ، ويستخرجون مراده بفكرهم الثاقب ، وذهنهم الصائب ، وليس هذا إلا المجتهد بالنسبة إلى مقلده.
__________________
١. الفرائد : ٨١.