ومن عجز عن حالة في أثناء الصلاة انتقل إلى ما دونها مستمرا ،
______________________________________________________
عليهالسلام في حسنة الحلبي ـ وقد سأله عن المريض الذي لا يستطيع القيام والجلوس ـ : « يومئ برأسه إيماء ، وإن يضع جبهته على الأرض أحب إليّ » (١).
ويستفاد من هذه الرواية استحباب وضع الجبهة على ما يصح السجود عليه حال الإيماء. ويدل عليه أيضا صحيحة زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : سألته عن المريض ، قال : « يسجد على الأرض أو على مروحة أو على سواك يرفعه ، هو أفضل من الإيماء » (٢).
وقيل بالوجوب ، لأن السجود عبارة عن الانحناء وملاقاة الجبهة ما يصح السجود عليه ، فإذا سقط الأول لتعذره بقي الثاني ، لأن الميسور لا يسقط بالمعسور (٣). ويؤيده مضمرة سماعة ، قال : سألته عن المريض لا يستطيع الجلوس ، قال : « فليصل وهو مضطجع وليضع على جبهته شيئا إذا سجد ، فإنه يجزي عنه ، ولن يكلف الله ما لا طاقة له به » (٤) وفي التعليل نظر ، وفي الرواية ضعف ، إلاّ أن العمل بما تضمنته أحوط.
قوله : ( ومن عجز عن حالة في أثناء الصلاة انتقل إلى ما دونها مستمرا ).
أي من غير استئناف لأن الإتيان بالمأمور به يقتضي الإجزاء. ويمكن أن يريد بالاستمرار استمراره على الأفعال التي يمكن وقوعها حالة الانتقال كالقراءة ، فلا يترك القراءة في حالة الانتقال إلى الأدنى ، لأن تلك الحالة أقرب إلى ما كان عليه. بخلاف من وجد خفّا (٥) في حالة دنيا ، فإنه يجب عليه ترك
__________________
(١) الكافي ٣ : ٤١٠ ـ ٥ ، الوسائل ٤ : ٦٨٩ أبواب القيام ب ١ ح ٢.
(٢) الفقيه ١ : ٢٣٦ ـ ١٠٣٩ ، التهذيب ٣ : ١٧٧ ـ ٣٩٨ ، الوسائل ٣ : ٦٠٦ أبواب ما يسجد عليه ب ١٥ ح ١.
(٣) كما في الذكرى : ١٨١.
(٤) التهذيب ٣ : ٣٠٦ ـ ٩٤٤ ، الوسائل ٤ : ٦٩٠ أبواب القيام ب ١ ح ٥.
(٥) من خفّ يخف خفة وخفّا ( القاموس المحيط ٣ : ١٤٠ ).