المهاجرين والأنصار أن يمضين في صحبة فاطمة سلام الله عليها وان يفرحن ، ويرجزن ويكبرن ويحمدن ولا يقولن ما لا يرضى الله.
قال جابر : فأركبها على ناقته ـ وفي رواية على بغلته الشهباء ـ وأخذ سلمان زمامها والنبيّ وحمزة وعقيل وجعفر وأهل البيت يمشون خلفها مشهرين سيوفهم ونساء النبيّ صلىاللهعليهوآله قدامها يرجزن ، فانشأت أم سلمة تقول :
سرن بعون الله جاراتي |
|
واشكرنه في كل حالات |
واذكرن ما أنعم رب العلى |
|
من كشف مكروه وآفات |
فقد هدانا بعد كفر وقد |
|
انعشنا رب السماوات |
وسرن مع خير نساء الورى |
|
تفدى بعمات وخالات |
ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوآله لما دخلوا الدار أنفذ إلى علي عليهالسلام ثم دعا فاطمة سلام الله عليها فأخذ يدها وقد علاها الاستحياء وتصبب منها العرق خجلا ، بل وقد تعثرت من شدة خجلها فقال لها رسول الله : « أقالك الله العثرة » (١).
ووضعها في يده وقال :
« بارك الله في ابنة رسول الله يا علي نعم الزوجة فاطمة ، ويا فاطمة نعم الزوج علي ».
ثم أخذ بيده اناء فيه ماء وصب منه على رأس فاطمة وبدنها ودعا لهما قائلا :
« اللهم اجمع شملهما ، والّف بين قلوبهما ، واجعلهما وذريتهما من ورثة جنة النعيم وارزقهما ذرية طاهرة طيبة مباركة ، واجعل في ذريتهما البركة ، واجعلهم أئمة يهدون بأمرك إلى طاعتك ، ويأمرون بما يرضيك.
اللهم انّهما أحبّ خلقك إليّ ، فاحبهما واجعل عليهما منك حافظا ، وانّي اعيذهما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم » (٢).
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٤٣ ص ٩٦.
(٢) بحار الأنوار : ج ٤٣ ص ١١٤ ـ ١١٨.