وبذلك أبدى رسول الله صلىاللهعليهوآله من نفسه في تلك الليلة صفاء واخلاصا لم يعرف له نظير حتى في مجتمعاتنا الحاضرة رغم ما حققته من تكامل ورشد.
ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوآله عدد لفاطمة فضائل علي كما ذكر لعلي فضائل فاطمة وانها « لو لم يخلق علي لما كان لها كفؤ » (١). ثم ذكر لهما وظائفهما وواجباتهما العائلية فأوكل إلى فاطمة ما هو في داخل البيت من شئون وأوكل إلى علي ما هو من شئون الخارج.
ولا بدّ أن نذكر هنا قصة هامة أداء لحق فاطمة ، وبيانا لمقامها.
يقول أنس بن مالك : إن النبيّ صلىاللهعليهوآله كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج الى الفجر فيقول :
« الصلاة يا أهل البيت ، انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا » (٢).
هذا وقد كانت هذه الزيجة أفضل زيجة في الاسلام وأكثرها بركة وخيرا ، فقد عاش هذان القرينان الطاهران جنبا الى جنب في وئام ووداد ، في حياة زوجية طاهرة يسودها الاحترام المتقابل ، والاخلاص الكامل من بدايتها إلى نهايتها.
وقد أنجبا أفضل الاولاد والبنات أبرزهم : الامام الحسن والامام الحسين عليهماالسلام سبطا رسول الله صلىاللهعليهوآله الاثيران لديه ، والمقربان إليه ، وزينب بنت علي التي رافقت أخاها في وقعة كربلاء الدامية وكان لها مواقف عظيمة ومشرفة في الرعاية للحق والعدل ، ونصرة الاسلام ، وغيرهم من الاولاد ذكورا واناثا.
وقد بقي كلا الزوجين ( علي وفاطمة ) حتى آخر اللحظات عارفين بمكانة
__________________
(١) مسند احمد بن حنبل : ج ٢ ص ٢٥٩.
(٢) الدر المنثور : ج ٥ ص ١٩٩.