الله عليه وآله تعاهد خمسة أنفار من صناديد قريش المعروفين أن يضعوا نهاية لحياة النبيّ الاكرم صلىاللهعليهوآله ويقضوا عليها مهما كلّفهم من الثمن (١).
وهؤلاء هم :
١ ـ عبد الله بن شهاب الذي جرح جبهة النبيّ صلىاللهعليهوآله .
٢ ـ عتبة بن أبي وقاص الذي رمى رسول الله صلىاللهعليهوآله بأربعة أحجار فكسر رباعيته صلىاللهعليهوآله ، وجرح باطنها ، من الجهة اليمنى.
٣ ـ ابن قميئة الليثي الذي رمى وجنتي رسول الله صلىاللهعليهوآله وجرحهما بحيث غاب حلق المغفر في وجنته صلىاللهعليهوآله فأخرجها أبو عبيدة الجراح بأسنانه فكسرت ثنيتاه العليا والسفلى.
٤ ـ عبد الله بن حميد الذي قتل على يد بطل الإسلام أبي دجانة وهو يحمل على النبيّ صلىاللهعليهوآله .
٥ ـ ابيّ بن خلف وكان من الذين قتلوا بيد رسول الله صلىاللهعليهوآله نفسه.
فهو واجه رسول الله صلىاللهعليهوآله عند ما وصل صلىاللهعليهوآله إلى الشعب ، وقد عرفه بعض أصحابه وأحاطوا به ، فجعل يصيح بأعلى صوته : يا محمّد لا نجوت ان نجوت ، وحمل على النبيّ صلىاللهعليهوآله ولما دنا تناول رسول الله صلىاللهعليهوآله الحربة من « الحارث بن الصمّة » ، ثم انتفض انتفاضة شديدة وطعن « ابيّا » بالحربة في عنقه ، وهو على فرسه ، فجعل ابيّ يخور كما يخور الثور!
ومع أن ما أصاب ابيّا من جراحة كان يبدو بسيطا ، إلاّ أنه تملّكه رعب وخوف شديدان إذ لم ينفعه معهما تطمينات رفاقه ، ولم يذهب عنه الروع بكلامهم ، وكان يقول : واللات والعزى لو كان الذي بي بأهل ذي المجاز (٢) لماتوا أجمعون.
__________________
(١) المغازي : ج ١ ص ٢٤٣.
(٢) كان ذو المجاز سوقا من أسواق العرب وهو عن يمين الموقف بعرفة قريبا من كبكب ( معجم ما استعجم على ما في حواشي المغازي : ص ٥٠٨ ).