كنانة فيها بنو سفيان بن عويف ، وهم خالد بن ثعلب وأبو الشعثاء بن سفيان وأبو الحمراء بن سفيان وغراب بن سفيان ، وانها لتقارب خمسين فارسا وهو ( أي علي عليهالسلام ) راجل ، فما زال يضربها بالسيف تتفرق عنه ، ثم تجتمع عليه هكذا مرارا حتى قتل بني سفيان بن عويف الأربعة وتمام العشرة منها ممن لا يعرف اسماؤهم.
ثم نقل ما قاله جبرئيل ، ثم كتب يقول : قلت وقد روى هذا الخبر جماعة من المحدثين وهو من الاخبار المشهورة وقفت عليه في بعض نسخ مغازي محمد بن اسحاق ورايت بعضها خاليا عنها ، وسألت شيخي عبد الوهاب بن سكينة عن هذا الخبر ، فقال : خبر صحيح.
فقلت له : فما بال الصحاح ( أي مثل صحيح البخاري ومسلم وما شاكلهما ) لم تشتمل عليه؟
قال : أو كلّ ما كان صحيحا تشتمل عليه كتب الصحاح؟ كم قد أهمل جامعوا الصحاح من الأخبار الصحيحة؟! (١).
٢ ـ ولقد اشار الامام علي عليهالسلام نفسه في كلام مفصل له مع رأس اليهود إلى هذا الموقف اذ قال :
« ذهب النبيّ صلىاللهعليهوآله وعسكر بأصحابه في سد احد واقبل المشركون إلينا فحملوا علينا حملة رجل واحد واستشهد من المسلمين من استشهد ، وكان ممّن بقي من الهزيمة ، وبقيت مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ومضى المهاجرون والانصار الى منازلهم من المدينة كلّ يقول قتل النبيّ صلىاللهعليهوآله وقتل أصحابه ، ثم ضرب الله عزّ وجلّ وجوه المشركين ، وقد جرحت بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله نيفا وسبعين جراحة ، منها هذه ، وهذه ».
ثم انه عليهالسلام ألقى رداءه ، وأمرّ يده على جراحاته ، وقال :
« وكان منّي في ذلك ما على الله عزّ وجلّ ثوابه إن شاء الله » (٢).
__________________
(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ١٤ ص ٢٥٠ و ٢٥١.
(٢) الخصال : ص ٣٦٨.