وقد بلغ عليّ عليهالسلام ـ حسب رواية علل الشرائع ـ من كثرة ضربه لطوائف المشركين الذين كانوا يحملون على رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم احد ، ان انكسر سيفه ، فجاء الى النبيّ صلىاللهعليهوآله وقال : يا رسول الله إنّ الرجل يقاتل بسلاحه وقد انكسر سيفي ، فأعطاه عليهالسلام سيفه ذا الفقار فما زال يدفع به عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال جبرئيل في حقه وفي سيفه ما مرّ (١).
وقد اشار ابن هشام في سيرته إلى العبارة التي نادى بها جبرئيل إذ قال : وحدثني بعض أهل العلم ان ابن أبي نجيح قال : نادى مناد يوم احد : لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ عليّ (٢).
كما عد ابن هشام في سيرته (٣) القتلى من المشركين في احد (٢٢) رجلا ، وقد ذكر أسماءهم واحدا واحدا وذكر قبائلهم ، وغير ذلك من خصوصياتهم ، وقد قتل منهم (١٢) رجلا بيد علي عليهالسلام ، وقتل البقية بايدي المسلمين ، ونحن نعرض هنا عن ذكر اسماء اولئك المقتولين رعاية للاختصار.
هذا ونحن نعترف بأننا لم نستطع بيان كل ما قام به علي عليهالسلام من خدمات كبرى في هذه الصفحات القلائل على نحو ما جاء في كتب الفريقين السنة والشيعة وبخاصة في موسوعة بحار الأنوار.
إن ما نستفيده من مطالعة الروايات والأخبار الثابتة والمتعددة في هذا المجال هو انه لم يثبت أحد في معركة « احد » كما ثبت علي عليهالسلام (٤).
٢ ـ أبو دجانة ، وهو البطل المسلم الثاني بعد الامام علي عليهالسلام في الصمود ، والتضحية ، والبسالة والفداء دفاعا عن حياة النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله .
فقد بلغ من حرصه على حياة النبيّ صلىاللهعليهوآله ودفاعه عنه أن
__________________
(١) علل الشرائع : ص ٧ ، بحار الانوار : ج ٢٠ ص ٧١.
(٢) السيرة النبوية : ج ٢ ص ١٠٠.
(٣) السيرة النبوية : ج ٢ ص ١٢٧ و ١٢٨.
(٤) بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ٨٤.